فاسيلي غريغوريوفيتش زايتسيف*(*أي الأرنب البري بالروسي) ولد في 23 آذار عام 1915 في يلينو (جمهورية شليابنيك الاتحادية الروسية) في عائلة فلاحين، عمل برعي الغنم في طفولته مع جده، ومنه تعلم اول دروس القنص في صحارى الثلج، من ثم درس في معهد الصناعة في مانييتوغورسك
سيرته العسكرية
انضم فاسيلي للبحرية السوفييتية عام 1936 حيث تخصص في الادارة، فصل الى وحدة القناصين رقم 284 القادمة من سيبيريا، رقي الى رتبة رقيب بعد أن عبر نهر الفولغا في 22 ايلول 1942، سلمه الرائد ميتليف – قائد وحدته – بندقيته القناص الخاصة من نوع موزين ناغان، بندقية طوبته اسطورة تاريخية، ففي معركة ستالينغراد بين الجيش الأحمر الروسي والقوات النازية المهاجمة استطاع زايتسيف من 10 تشرين ثاني حتى 17 كانون اول، قتل225 ضابط وجندي ألماني، منهم 11 قناص من النخبة، أصيب بانفجار لغم في كانون الثاني 1943 وفقد بصره، لكن شهرته سمحت له ان يتلقى علاجاً عند أكثر اطباء العيون مهارة في موسكو البروفيسور فيلاتوف
في 22 شباط 1943، كُرمَ مع 124 جندياً سوفييتياً ممن شاركوا في معركة ستالينغراد، وحصل على لقب "بطل الاتحاد السوفييتي"، مع شارة لينين.
بعد ستالينغراد
مع الانتصار في معركة ستالينغراد، عين مدرباً في اكاديمية عسكرية، وخرّج 28 قناصاً.
في نهاية الحرب العالمية الثانية، كان زايتسيف قد وصل لرتبة نقيب، ألف بعد انتهاء الحرب كتابين حول فن القنص، طريقته "اصطياد ستة" لا تزال تدرس حتى يومنا، وهي تشرح كيفية تغطية بقعة محاصرة من ثلاثة جهات بالقناصة، والتخلص من المراقبة.
عمل زايتسيف بعدها مديرا لمعمل تصنيع آلات في كييف.
الأسطورة
عام 1991 توفي فاسيلي زايتسيف ناقشاً اسطورة القناص الذي كان روح الجيش الأحمر وعنوان يوميات معركة ستالينغراد، التي خلدته بطلاً.
نسجت حول فاسيلي اساطير عدة، استعملت الكثير منها في عز الحرب لرفع معنويات السوفييت، كما الفت القصص التي تناقلتها الأمهات في قصص البطولات، الى ان جسد الممثل جود لوو شخصيته في الفلم الرائع ennemy at the gates الذي قدم سيرة زايتسيف في ستالينغراد.
قصة الفلم، حقيقة ام اسطورة؟
زايتسيف أعلن في مقابلة له عام 1960 أنه ليس أكيداً من القصة التي تتحدث عن قناص ارسله الالمان الى ستالينغراد في الحرب لتصفيته شخصياً، لكن الاسطورة تتحدث عن كولونيل s.s اسمه ثوروالد الا ان الفيلم عرض هذه القصة. (اسم الكولونيل واسم وحدته غيرت في الفلم المقتبس عن حياة زايتسيف لأسباب مجهولة)
طبعا من المستحيل التأكد عما اذا جرت حقاً مواجهة كتلك التي تحدث عنها الفلم بين الرجلين في محيط نافورة "دروزبا" (الصداقة)، ولكن حسب المعطيات الأكيدة، فإن الوحدة التي كان فيها زايتسيف،التي حملت الرقم 284، توزعت حول تلة "ماماييف" وهي منطقة النافورة المذكورة، أي حول محطة القطارات الرئيسية في ستالينغراد، والتي دافع عنها اللواء الثالث عشر من الحرس.
بنيت النافورة عام 1933 في ساحة بريكوفكزلنايا، على بعد عشرات الامتار من المحطة.
حتى ولو ان وحدة زايتسيف لم تقاتل في المنطقة المذكورة، الا ان الأكيد ان هذه المنطقة شهدت دفاعاً عنيفا من اشهر الواحدات السوفييتية التي شاركت في ستالينغراد، اللواء الثالث عشر من حرس روديمتسيف، الذي لم يبق منه في آخر المعركة الا وحدة مكونة من 320 جندياً، يذكر ان في 15 ايلول 1942 كان عديد اللواء 10 آلاف جندي!
ومهما كانت حقيقة هذه النقطة، الا أن زايتسيف يبقى في ذاكرة الروس، وفي يوميات الحرب العالمية الثانية، بطلاً وقناصاً