قال المقريزى : " قال أبن عبد الحكم وكان من حفظ من الذين شهدوا فتح مصر من
أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من قريش وغيرهم وممن لم يكن له برسول الله صلى الله عليه وسلم : صحبه الزبير أبن العوام , وسعد بن ابى وقاص , وعمرو بن العاص وكان أمير القوم , وعبدالله بن عمرو , وخاردة أبن حذاقة العدوى , وعبدالله بن أبى سعد بن ابى سرح العامرى , ونافع بن عبد قيس الفهرى ويقال بل هو عقبة بن نافع , وأبو عبد الرحمن يزيد بن أنيس الفهرى , وأبو رافع مولى رسول الله رسول الله صلى الله عليه وسلم , وأبن عبده , وعبد الرحمن , وربيعة إبنا شرحبيل بن حسنة , ووردان مولى عمرو بن العاص وكان حامل لواء عمرو بن العاص , وقد أختلف فى سعد بن ابى وقاص فقيل أنه دخلها بعد الفتح
وشهد الفتح من الأنصار : عبادة بن الصامت وقد شهد بدرا , وبيعة العقبة , ومحمد بن مسلمة الأنصارى وقد شهد بدراً وهو الذى بعثه عمر بن الخطاب رضى الله عنه إلى مصر فقاسم عمرو بن العاص فى ماله وهو أحد من كان صعد الحصن مع الزبير بن العوام , ومسلمة بن مخلد الأنصارى يقال له صحبة وأبو ايوب خالد بن زيد الأنصارى , وأبو الدرداء عويمر بن عامر وقيل عويمر بن زيد .
ومن أحياء قبائل العرب : أبو نصرة جميل بن نصرة الغفارى , وأبو ذر جندب بن جنادة الغفارى
وشهد الفتح مع عمرو بن العاص : وهيب بن معقل وإليه ينسب وادى هبيب الذى بالمغرب , وعبدالله بن الحارث بن جزء الزبيدى , وكعب بن ضبة العبسى ويقال كعب بن يسار بن ضبة , وعقبة بن عامر الجهنى وهو كان رسول عمر بن الخطاب إلى عمرو بن العاص حين كتب إليه يأمره أن يرجع إن لم يكن دخل مصر , وأبو زمعة البلوى , وبرح بن حسكل , ويقال برح بن عسكر وشهد فتح مصر وأختط بها , وجنادة بن ابى أمية الأزدى , وسفيان بن وهب الخولانى وله صحبة , ومعاوية بن خديج الكندى وهو كان رسول عمرو بن العاص إلى عمر بن الخطاب بفتح الإسكندرية وقد أختلف فيه فقال قوم له صحبة وقال آخرون ليست له صحبة , وعامر مولى جمل الذى يقال له عامر جمل شهد الفتح وهو مملوك , وعمار بن ياسر ولكن دخل بعد الفتح فى ايام عثمان وجهه إليها فى بعض أموره .
المقريزى يذكر أول حمام بناه العرب يقلد حمامات الروم فأطلق عليه المصريين : حمـــــــام الفار
وقال أبن عبد الحكم منهم من إختط بالبلد فذكرنا خطته ومنهم من لم يذكر له خطة قال : فإختط عمرو بن العاص داره التى عند باب المسجد بينهما الطريق وداره الأخرى اللاصقة إلى جانبها وفيها دفن عبدالله بن عمرو , وفيما زعم بعض مشايخ البلد لحدث كان يومئذ فى البلد والحمام الذى يقال له حمام الفأر , وإنما قيل له حمام الفار لأن حمامات الروم كانت ديماسات كباراً فلما بنى هذا الحمام رأوا صغره وقالوا من يدخل هذا .. هذا حمام الفار .
المقريزى يذكر الخطط التى بمدينة الفسطاط ويذكر قبائل العرب التى غزت مصر ص 76- 80
يقول المقريزى : " أعلم ان الخطط التى كانت بمدينة الفسطاط مصر بمنزلة الحارات التى هى اليوم بالقاهرة , فقيل لتلك فى مصر خطة وقيل لها فى القاهرة حارة .
قال القضاعى : ولما رجع عمرو من الإسكندرية ونزل موضع فسطاطه , أنضمت القبائل بعضها إلى بعض وتنافسوا فى المواضع , فولى عمرو على الخطط معاوية بن خديج التجيبى , وشريك بن سمى القطيفى , وعمرو بن قحزم الخولانى . وحيويل بن ناشرة المغافرى وكانوا هم الذين أنزلوا الناس وفصلوا القبائل وذلك سنة ستمائة أحدى وعشرين .
خطـــة أهل الزاوية : أهل الراية جماعة من قريش والأنصار , وخزاعة , وأسلم , وغفار , ومزينة أشجع , وجهينة , وثقيف , ودوس , وعبس بن بغيض , وحرش من بنى كنانة , وليث بن بكر , والمنتقاة منهم إلا منزل العتقاء فى غير الراية , وإنما سموا أهل الراية ونسبت الخطة إليهم لأنهم جماعة لم يكن لكل بطن منهم من العدد ما ينفرد بدعوة من الديوان فكرة كل بطن منهم أن يدعى بإسم قبيلة غير قبيلته فجعل لهم عمرو بن العاص راية ولم ينسبها إلى أحد فقال : يكون موقفكم تحتها فكانت لهم كالنسب الجامع وكان ديوانهم عليها وكان إجتماع هذه القبائل لما عقده رسول الله صلى الله عليه وسلم من الولاية بينهم وهذه الخطة محيطة بالجامع من جميع جوانبه إبتدأوا من المصف الذى كانوا عليه فى حصارهم الحصن وهو باب الحصن الذى يقال له باب الشمع , ثم مضوا بخطتهم إلى حمام الفار وشرعوا بغربيها إلى النيل فإذا بلغت النحاسيين فالجانبان لأهل الراية إلى باب المسجد الجامع المعروف بباب الوراقين ثم يسلك على حمام شمول وفى هذه الخطة زقاق القناديل إلى تربة عفان إلى سوق الحمام إلى باب القصر الذى بدأنا بذكره .
خطـــه مهرة : بن حيدان بن عمرو بن الحاف بن قضاعة بن ملك بن حمير , وخطة مهرة هذه قبلى خط الراية وأختطت مهرة أيضاً على سفح الجبل الذى يقال له جبل يشكر مما يلى الخندق إلى شرقى العسكر إلى جنان بنى مسكين , ومن جملة خطة مهرة الموضع الذى يعرف اليوم بمساطب الطباخ وأسمه أحمد ويقال إن الخطة التى لهم قبلى الراية كانت حوزاً لهم يربطون فيها خيلهم إذا رجعوا إلى الجمعة ثم أنقطعوا إليها وتركوا منازلهم بيشكر .
خطة تحبيب : وتحبيب هو بنو عدى , وسعد أبنى الأشرس أبن شبيب بن السكن بن الأشرس بن كنده , فمن كان من ولد عدى وسعد يقال لهم تحبيب , وتحبيب أمهم وهذه الخطة تلى خطة مهرة وفيها درب الممصوصة آخره حائط من الحصن الشرقى .
وخطط لخم فى موضعين : فمنها خطة لخم بن عدى بن مرة بن أدد ومن خالطها من جزام فإبتدأت لخم بخطتها من الذى أنتهت إليه خطة الراية وأصعدت ذات الشمال إلى هذه الخطة سوق بربر وشارعه مختلط فيما بين لخم والراية ولهم خطتان أخريان إحداهما منسوبة إلى بنى رية بن عمرو بن الحارث بن وائل وهذا الموضع اليوم وراقات يعمل فيها الورق بالقرب من باب القنطرة خارج مصر , والخطة الثانية خطة راشدة بن أدب بن جزيلة من لخم وهى متاخمة للخطة التى قبلها وفى هذه الخطة جامع راشدة وجنان كهمس بن معمر الذى الذى عرف بالمادرانى ثم عرف بجنان الأمير تميم وهو اليوم يقال له المعشوق بجوار الآثار النبوية ولهم مواضع مع اللفيف وخطط أيضاً بالحمراء .
خطط اللفيف : إنما سموا بذلك لإلتفاف بعضهم ببعض وسبب ذلك أن عمرو بن العاص لما فتح الإسكندرية أخبر أن مراكب الروم قد توجهت إلى الإسكندرية لقتال المسلمين , فبعث عمرو بـ عمرو بن جماله الأزدى الحجرى ليأتيه بالخبر فمضى وأسرعت القبائل التى تدعى لفيف وتعاقدوا على اللحاق به , وأستأذنوا عمرو بن العاص فى ذلك فأذن لهم وهم جمع كثير فلما رآهم عمرو بن جماله أستكثرهم وقال تالله (تالله تفيد بمعنى القسم بالله وجائت فى سورة يوسف آيات 37و85و91و95و56و63 والنحل آيات 56,63 والشعراء 97 , الصافات 56 ) ما رأيت قوماً قد سدوا ألفق مثلكم ,انكم كما قال كما قال الله تعالى فإذا جاء وعد الآخرة جئنا بكم لفيفاً فبذلك سموا من يومئذ اللفيف , وسألوا عمر بن العاص أن يفرد لهم دعوة فإمتنعت عشائرهم من ذلك فقالوا لعمر بن العاص فإنا نجتمع فى المنزل حيث كنا فأجابهم غلى ذلك فكانوا مجتمعين فى المنزل متفرقين فى الديوان إذا دعى كل بطن منهم أنضم إلى بنى أبيه قال قتادة ومجاهد والضحاك بن مزاحم فى قوله جئنا بكم لفيفاً قال جميعاً وكان عامتهم من الأزد من الحجر ومن غسان ومن شجاعة وألتف بهم نفر من جزام ولخم والزحاف وتنوخ من قضاعة فهم مجتمعون فى المنزل متفرقون فى الديوان وهذه الخطة أولها ما يلى : الراية سالكا ذات الشمال إلى تقاشى البلاط وفيها دار أبن عشرات إلى نحو من سوق وردان .
خطط أهــل الظاهر : لإنما سنى هذا المنزل بالظاهر , لأن القبائل التى نزلته كانت بالأسكندرية ثم قفلت بعد قفول عمرو بن العاص وبعد أن أختط الناس خططهم فخاصمت غلى عمرو فقال لهم معوية بن خديج وكات يتولى الخطط يومئذ أرى لكم أن تظهروا على أهل تلك هذه القبائل فتتخذوا منزلاً قسمى الظاهر بذلك وكانت القبائل التى نزلت الظاهر : العتقاء جماع من القبائل كانوا يقطعون على أيام النبى صلى الله عليه وسلم فبعث إليهم فأتى بهم أســرى فأعتقهم فقيل لهم العتقاء وديوانهم مع أهل الراية وخطتهم الظاهر متوسطة فيه وكان فيهم طوائف من الأزد وفهم واول هذه الخطة من شرقى خطة لخم وتتصل بموضع العسكر ومن هذه الخطة سويقة العراقيين وعرفت بذلك لأن زياداً لما ولاة معاوية بن ابى سفيان البصرة غرب جماعة من الازد إلى مصر وبها مسلمة بن مخلد فى سنة ثلاث وخمسين فنزل منهم هنا نحو مائة وثلاثين فقيل لموضعهم من خطة الظاهر سويقة العراقيين .