الاستعمار لا زال يدق أجراس حروبه بين حين وأخر في زمن يلعب به الباطل دوراً مهماً وليس للحق كلمة فقد وضع على رف تكاتلت عليه غربان العمالة من هنا وهناك، تصفعه كلما حاول النهوض، فبالأمس دخلوا أفغانستان وأباحوا ما أباحوه باسم "الديمقراطية"!، أما فلسطين العربية فهي قضية منسية في عصر "ديمقراطية العالم الجديد"، فالمذابح لم تتوقف ولا يستطيع أحد النطق بها وإلا فمروحيات المحتلين ستلتقطهم وهم راقدون في ديارهم!! وأما في عراق الرشيد الحال لم يكن أحسن مما يجري في كلا البلدين فكلهم قضية واحدة وملف واحد وإضبارة يحاولون طمرها تحت مسميات القضاء على "منبع الإرهاب"!!!
الشعوب المنكوبة لا تخطها وتفصلها سوى الجغرافية، ولكن الضمير الواحد والدين الواحد، والنكبات التي حلّت بكل العرب، كلها تخلى الحكام العرب عنها، بل أجمعوا على التخلي عنها لأن الدين لا يعنيهم ولا الجغرافية تهمهم وحتى الأقصى لم يعد يهمهم، فبناء بحجارة يمكن تناسيه!! فعجبي ما الذي يهمهم بعد كل هذا؟!.. أهي نفس الاسطوانة التي نسمعها من حكامنا؟! نحن لسنا بقوتهم وجبروتهم، والأحسن مجاراتهم ودفع الجزية لهم على حساب الموطنين المسحوقين تفادياً لشرهم والحفاظ على مناصبهم وعروشهم، فحكامنا دائماً بإذنهم من الدخول في مناوشات لا تجدي نفعا لنا ولشعوبنا فلكل حاكم عربي أجندة يعمل عليها تعطى له ليمشى عليها وأن لا يتجاوزها وإذا ما حصل هذا فويله فالجيش الأمريكي سيكون على باب قصره لمسائلته والتخلص منه بطرقة أو بأخرى.
لم يبقى رجالا شرفاء من حكامنا العرب فالذي وقف أمام الاستعمار أما قتل ودفنه التأريخ أو أعتقل ينتظر دوره لمصير مجهول أو إلى أن يرفع الحق من على الرف ولكن من ذا الذي سيرفعه.... ما رافع الحق إلا جنده وما جند الله في أرضه إلا مقاومته التي تنطق باسمه عندما تضغط الأصابع على الزناد ويسمع صوت الله أكبر والعزة له، ما هم إلا رجالا عاهدوا الله على أن لا يخذلوه ولا يخذلوا شعوباً تنادي بالحرية والاستقلال وإدامة الإسلام في سلام في بلاد الإسلام....
أخيرا علينا فهم ما يجري ومن دون أسماء فكل حاكم يعرف اسمه وعنوانه ولنتفق على أن الجميع إما عبدة للاستعمار أو جبناء يرضون بما لديهم، محاولين الحفاظ عليه، أو مجرد دمى مضى عليها الزمان وليس من أحد يسأل عنهم.
كلمة الضمير شيء من الماضي فقد مات الضمير بموت الأشراف وما بقى منهم هم خلف القضبان ينتظرون الحق ليرفع من على الرف..
اليوم يظهر على السطح نوع جديد من البشر لم نسمعه من قبل ينادي بالتمرد على ما يجري في طول وعرض بلاد المسلمين نوع خاص يقلب الأحاسيس ويوقظ الضمائر ويتوعد بالمزيد فمن يقول "استطاع رجال المقاومة العراقية من تحطيم أحلام أمريكا على صخرتهم.. وأن هناك أرضاً تحتل وشعبا يموت وماجدات يغتصبن وعلماء يغتالون وحاكم عربي يكبل بالسلاسل".
نحن لا نستغرب ممارسة أبشع أنواع الإرهاب لأنهم (قوات الاحتلال الأمريكية والبريطانية) دوما يلجأون إلى العنف لضعف الحجة.
إن الصامت عن الحق شيطان أخرس، وأن ما يحصل في العراق لا يمكن لشريف أن يسكت عنه.
إن أذاننا لم تزل تسمع صرخة أختنا فاطمة العراق من سجن أبو غريب..
هذا النوع من البشر علينا سماعه فمن يعزم يقول، ومن يقول يفعل/ ومن يفعل يجاهد.... وما قالته عائشة من قلب طرابلس الثائرة ما هو إلا تعبيراً على صدق بنت شعب عظيم بصدق قلبها الذي نطق بالحق..
فالعراقيون لن ينسوا ذلك، والعراق دفتر مفتوح يسجل من كان بجانبه ومن كان ضده، ولن تخيب عائشة القذافي نداء العراق وشعبه وآمالهم التي بنيت على ما يفعله رجال المقاومة البطلة من تصديع لجيش الاحتلال وعملائه وانتصارات وصلت ذروتها للبيت الأبيض ليتدارس ما الذي يمكن عمله أمام هذا الحشد من الصمود والجبروت الذي لا يمكن قهره ومن حزب جبار يعشش في كل زاوية وشجرة في أرض العراق يعطي الخير من دون مقابل ويزرع لشعب جبار مكافح..
لكِ الشكر يا عائشة من ماجدات العراق وشعب العراق، وتحية لك على هذه البسالة، فالعراق يسجل لك حسنات حيث أنك لم تُخيبي آمال العراقيين كما فعل الحُكام العرب الذين طووا سجلات الحق ووضعوها على الرف، وأن سيرفع الحق بيد صناديد المقاومة البطلة ليستجيبوا لنداء فاطمة العراق وأخواتها وليلبوا نداء كل سجينة ماجدة خلف القضبان وليرفعوا الحق من على الرف مرة ثانية ليكون موعد التحرير أقرب مما يتوقع الكثيرون.