من ناحية أخرى فإنه في الوقت الذي بدأت الولايات المتحدة الامريكية تطوير نظام ((GPS فقد تزامن هذا مع برنامج آخر مشابه لنظام ((GPS ألا وهو نظام (GLONASS) الروسي. إن هذا الأخير مشابه لحد ما نظيره الأمريكي مع وجود بعض الاختلافات البسيطة ونظرا للمشاكل الاقتصادية التى مر بها ماكان يسمى الاتحاد السوفيتي سابقًا فقد حدث تأخر في ظهور النظام من عالم الظلام إلى عالم النور.
وفي الآونة الأخيرة أزاحت الحكومة الروسية الستار عن هذا النظام وبدأ العمل به كأساس في مجال تحديد المواقع عالميًا حيث يزود المستخدمين المدنيين بدقة أفضل إلى حد ما مقارنة بالنظام الامريكي .(GPS)
نتيجة للطلب المتزايد على تقنية تحديد المواقع فقد ظهرت أنظمة مشابهة للنظامين الامريكي والروسي منها النظام الأوربي المسمى ((Galileo والنظام الصيني التجريبي (Beidou Navigation Test Satellite) ومن المتوقع أن تظهر أنظمة أخرى أى أن وضع الملاحة ربما يدخل عالم المنافسة أو عالم الاقتصاد. ومن منظور آخر يمكن القول أن غياب المنافس لنظام (GPS) الأمريكي بدأ يختفى مما حدا بالولايات المتحدة الامريكية أن تبدأ تدريجيًا بتلبية احتياجات المستخدمين بدلاً من فقدانهم.
لقد كانت الخطوة الأولى لتحديث نظام(GPS) حينما وجه الرئيس الامريكي (بيل كلينتون) إلى أن الخطأ المتعمد في تخفيض مستوى الدقة لمستوى التحديد العادي (SPS) المعروف ب(SA) سيتوقف اعتباراً من منتصف اليوم الأول لشهر مايو عام 2000 م وبناءً على ذلك فإن المستخدمين العاديين في مستوى (SPS) سيحصلون على دقة تحديد الموقع تصل إلى 10 أمتار. ومن ناحية أخرى سبق أن أعلن نائب الرئيس الأمريكي (آل جور) عام 1998م أن هناك ذبذبة مدنية ثانية سوف يتم بثها على تردد 1227,6 ميجا هيرتز وتعرف ب (GPS L2) شفرة C/A محمولة على التردد (L2) لأنه كما ذكر سابقًا فإن الشفرة (C/A) محمولة على التردد(L1) فقط ، وهذا مما يوسع مجال الاستخدامات المدنية. وتضمن إعلان نائب الرئيس الامريكي أن هناك تردداً مدنياً ثالثاً سيتم بثه عام 2005م وهذا التردد صممم لأغراض الإنقاذ ((Safty-of-Life ويعرف ب L5 وتردده 1176,45 ميجا هيرتز وسيخدم الطيران بشكل أفضل. هذان الترددان اللذان سيبدأ العمل بهما سيؤديان إلى زيادة الدقة في تحديد المواقع (RTK,DGPS) مثل عمليات الهبوط بالطائرات وعمليات إنتاج الخرائط وأعمال المساحة، وتطبيقات أخرى.
الخلاصة
خلال الفترة الزمنية التي مر بها نظام(GPS) الأمريكي من بداية الستينات الميلادية إلى وقتنا الحاضر(بداية الألفية الثالثة)، وما صاحب ذلك من تكتم وقيود على هذا النظام إبان الحرب الباردة أدى في بداية الأمر إلى ظهور نظام GLONASS الروسي المشابه من حيث الهدف، وإن لم يكن الأخير سريع الظهور إلى الساحة العالمية. نتيجة لإستمرار تزايد حاجة الهيئات والمؤسسات الدولية والأفراد لتحديد المواقع بدقة أفضل مما كان يعطيه نظامGPS في ظل تواجد بعض المعوقات مثل AS,SA أدى إلى تطوير تقنيات علمية تؤدي إلى تحديد المواقع بدقة أفضل حتى ولو كانت القيود غير مطبقة على مستعملي نظام GPS العاديين.
من ناحية أخرى فإنه في الوقت الحاضر الذي بدأ فيه العالم يصبح جزءاً متكاملاً وبروز ما يسمى بالعولمة وغياب الإحتكار لدرجة ما، أدى ذلك إلى إنتشار التقنية جغرافياً وتكامل المصالح، فأصبح الأوروبيون بحاجة إلى نظام تحديد مواقع وكذلك الصينيون.
لعل ذلك من الأسباب التي جعلت الحكومة الأمريكية تسدل الستار عن بعض المعوقات لتمكين المستخدم من الحصول على أفضل المعلومات بدون قيود، ليس هذا حسب بل إن الأمر لن يقف إلى إلغاء القيود ولكن سيؤدي إلى تزويد المستخدم بخدمات جديدة من خلال تطوير النظام وبث ترددات إضافية لتحسين دقة تحديد المواقع والدخول إلى فئة أخرى من المستخدمين عن طريق إضافة خدمة الإنقاذ.
مصدر الموضوع لأنه متشعب وهذه ليست من عادتي :
(1) النظام العالمي لتحديد المواقع (محمد الفقي) .
(2) مجلة القوات العربية السعودية المسلحة .
وغيرها ............