يقولون عني جننت
واني لحبك قد أدمنت
وباني في ساحاتك قد هزمت....
فماذا بنفسي يا ترى قد فعلت...؟؟
ماذا بحقك قد فعلت...؟؟
ربما لففت خصلات شعري حول ذراعيك
أو قرأت الشعر يوما من عينيك
أو أطلت يوما لومي عليك...
لعل جنوني قد أرهق أيامك
أو زاد أحلاما لم تكن بحسبانك
أو أن أناملي زاد إطباقها على هضابك
فماذا فعلت سوى... إنني أحببت...!!
أنني بحبك قد جننت..!!
فاغفر لي زلاتي...
وسامحني على هفواتي..
فانا ما زلت طفلة....لم تكمل الثلاث سنوات بعد
ما زلت اجهل كيف اسرّح شعري
كيف أُطبق ليلاً أجفاني
دون حكايتاك يا قمري
تعودت على ترانيمك المخمليّة
وعطورك المنعشة الجنونية
زفراتك الغاضبة مني
تنثرني
تبعثرني
تمزقني
تبعثني أشلاء كما المطر...لكنني أحببتك
استهتارك يقتلني
يعذبني
يجعل أفكار ي الطائشة من الجوف تنحرني...لكنني أحببتك
فما ذنبي إن أحببتك..؟
وما ذنب جنوني يا جنوني
إن زاد كل يوم في حبك..؟
وما ذنب عينيّ إن أسكرتها نظراتك
وهذه الشفتان ماذا عساهما تفعلان..
فما عادتا تثملان إلا من شهدك
****
سيدي الشرقي
أعرافك الشرقية ما عاد تهمني
ودواوين عشقك في الأخريات ما عادت تهمني
وعدم ذكر اسمي بينهم أيضاً... ما عاد يهمني
فانا الأسماء كلها
والحروف كلها
والأبجديات من ألفها إلى ياءها
ما خضتُ يوماً معركة...ومعاركي فيكَ تُبَجّلْ
وما طبعتُ ديوانَ شعرٍ
وحروفي كلَّ يومِ تصبحُ فيكَ أجملْ...
وما شربتُ يوماً كأسَ نبيذٍ
وفي عينيكَ كلَّ يومٍ اثملْ...
فمَنْ أنت..؟؟
وما قصتي معك...؟؟
صدّقني لقدّ صرتُ اجهلُ..!!
اجهلُ نفسي...اجهلُ ذاتي...
مخيلتي...وكلَّ تحوّلاتي
ما عدتُ اعرفُ نفسكَ من نفسي
ولا روحكَ من روحي
ولا حتى إحساسكَ من إحساسي
نحنُ متشابهان....متناقضان...
نختلفْ ...نفترقْ....نحرقُ الماضي..
ونعودُ من جديد نستعيدُ الذكرياتْ
ونقلّبُ كلَّ ما كانَ مِن صفحاتْ
نسترجعُ كلَّ عُهودنا.... والقُبلاتْ
ونرمي كلَّ ما سلف من تواشيح مزلزلاتْ
تَعودُ لتغوصَ في عينيّ كما السمكْ
لتثيرَ بسحركَ مقلتيّ ...ما أجملكْ
ما أروعكْ...
ما أفصحكْ...
ما أبلغكْ بلا كلام
كما القمر عالي المُقام
ما أجهلكْ بِذا المَلاك....على الدوام
فدعْ الصمت جانباً.... لن يُحرقك
قلبي لهيب شوقٍ في الشتاءِ دفأك
خصالُ شعري في الظهيرة تُظللك
فما الملاكُ يفعل يوماً إن صمت..؟
وما الجداول تنفعُ أن أغرقت
بركان حبٍ في الضلوعِ يحترقْ...
فلا الهوى... ولا النوى..
ولا خناجر للقلب كما السهامُ تنطلقْ
لن أرهقكْ...لن أتعبكْ...
هاكَ ذراعي... في العَنا يُوسّدك
يا سيدي الشرقي
كفاكَ تعنتاً.... كفاكَ تكبراً
كفاكَ غروراً على القمر...
أحببْ نساءَ الأرضِ من حولي
وذُبْ كالشمعِ في المُقلِ
وطارحْ سريرَ الهوى مع الفجرِ
لكن إياكَ أن ترمي ملاككَ العذري
إياكَ أن تحرق الثلج في صدري
إياكَ أن تكذبَ يوماً....وتقول انكَ كرهتني
أو انكَ يوماً لم تحبني....
ربما طفولتي المتأخرة قد أجهدتك...؟؟
أو أن أرجوحتي المجنونة يوماً قد أرهقتك...؟
أو أن لومي الأحمق
قد أربكَ ذاتك ... وتمنيتَ لو أنني متْ...
لا داعي لأن تقولها... فأنا سأقولها عنكَ أنت...
تبجّلْ وأدعو معي....علي
لعلَّ ربي في الأعالي يسمعك....
يا ليتني رماداً يفني برياح
أو قطرةَ ماءٍ في قعرِ الأقداح
أو صوت يهمسُ "احبكَ".....
ثم يزولُ كما الصباح
يا ليتني كلمة كتبتْ على ورقةٍ ومحيتْ
أو صفحة في دفتركَ بُليتْ
أو دمعةُ حزنٍ من مقلتيكَ سقطتْ
وما عادتْ تكررت....
يا ليتني ما ولدتُ يوماً....ولا بحبكَ غرقتْ
ويا ليتَ ملائكتي عن السماءِ ما نزلتْ
ويا ليتَ الموتَ يأخذني من نومي....
لعالمٍ أيامه قد طالتْ...
فإن تركتني يا سيدي الشرقي
لِمن سأنثرُ شَعراً عليكَ تعوّد
لِمن سأغزلُ منهُ خاتماً
حولَ أصابعكَ تدوّر....
لِمن ستسدلُ ستائر الليل
وظفائري ما زالت لم تنثرْ...
لِمن سأحكي حكايةَ عشقٍ
ما عاشها قيسٌ أو عنتر...
لِمن...لِمن...؟؟
لمن يا صمتي ستتكلم....
لِمن تكتبُ يا قلمي وكلَّ سطوركَ
به تتغزل....
كلّ حروفكَ يا حبري صارت به أجمل
صارت أيامي به اجزم..
صارت سنيني أشعّ وما عادت تظلم...
صار كلّ العمرِ به يَحلو
حتى إن طالت أيامي ....
وظللتُ طوالَ العمرِ بهِ احلم
سأظلُ كلَّ يومٍ احبكَ أكثر...أعشقكَ اكتر
وأموتُ فيكَ أكثر .... وأكثر...