عاث الفؤاد في المرار والألم...وقضى قتيلاً يسطّر أشعاراً بنزف القلم...
فحكايتي سفينةٌ تاهت في وسط البحار...ما بين وصل وهجر أغرقها الهُيام...
هجرتْ دنياها واكتفت بشاعرٍ ولهان...ولم تجد من ينجيها حتى الحبيب الهُمام...
ما عادتْ تُطيقُ صمتاً وذكرت لأوراقها...من أشعلَ في القلبِ فتيلَ الغرام..
من نظرةٍ...همسةٍٍ...لا بل نبضة في الأضلعِ ...اسكنها عالم الأحلام..
حواها كما الدم ينبض في الشريان...حوتهُ روحاً متناغم الانسام...
جعلتهُ آلهةً في معبدِ القلب....وانكرتْ آلهةَ الشمس والقمر حتى الأصنام..
فضّلتهُ على نفسها وتحدت لأجله ..جيوشاً في المعارك الخِضام...
فروايتي للحبِ لم تكن محبرةً وأقلام....ولا بعثراتٌ في الهواء وكلام...
فأنا تائهةٌ ودروب عشقي أضاعتني....حتى أسكنتني متاهة الأوهام..
فدعنا قبل الرحيل نرتبُ للأحلامِ سريراً...ينجبُ إشراقاً على مدى الأعوام..
دعنا نتصافى ونمحو العتبْ...دعنا نشعلُ قنديلاً ينيرُ العتمة ويمحو الظلام...
فحينما كنتَ تندغمُ في أحضاني...كنتُ انتشي كأرض عطشى لقُبلِ المُدام...
كنتُ أخشى إذا نمتُ أن أفيق... فلا أجد بجانبي سوى بقايا رُكام..
فأنتَ لم تدرك يوماً صدقَ محبتي... فخسرتني وأضعتَ عمري في وسط الزُحام..
حملتكَ في أجفاني...وحميتكَ في وجداني....وراعيتكَ بكل طيبٍ واهتمام...
طعنتَ وفائي بشكٍ زائفٍ....ولففتَ حول عنقي طوقَ إعدام...
فكل ما نُسِبَ لي أكاذيب باطلة...ودليلي حبٌ لم يخن أو يسعى لانتقام...
لكنكَ لم تكن يوماً لي...ويدك واصلت تلويحها بالوداع بكل موعد غرام...
فآه من شبحِ وداعكَ الذي كان ...يطاردني في كل صفو أو صِدام...
فأنا ما كنتُ يوماً أسيرا لأحد....لكن الحب استعبدني كفارسٍ مِقدام...
سلّمكَ ذاتي ...وكل حياتي...وكأنكَ ملكتَ الحب يا سيدَ الكِرام..
فأنا ما هُزِمتُ يوماً...ولا شكوتُ ضعفاً..وبفخرٍ أهديتك راية الاستسلام..
فلِما تكبرتَ على حبي..وانكرت هوىً... فداكَ بالعمر وشفاكَ من الأسقام...
فها أنتَ ماضٍ وفي يديكَ فؤادي...ردَّ قلبي إلي وامضِ في سلام...
فمهما سافرت أو ارتحلتْ....لن تجد من يفقه مزاجكَ بهذا الإلمام...
ولن تجد أنثى تعشقكَ مثلي...إن بحثتَ في الغربِ أو حتى بلاد الشام....
فمهما ابتعدنا حبيبي في المكان....سنبقى روحين بجسدٍ حتى تفنى العظام...
ألهي...يا من خلقتَ الحبَ في الأنام...وكأنها بوحُ قُبلةٌ فاعتصام...
خذ بيدي فأنا هائمةٌ بالحسرات....بلوعةٍ على شوق المقام...
صبرتُ على المصاعب دوماً كما....يصبرُ الطفلُ ساعة الفِطام...
ونلتُ المجد لنائبةٍ في الهوى....كلمحةِ خيالٍ في أقصى المنام...
فإن بالغتُ بما صُغتُ ولم تكنْ عاشقاً....فها أنا طوع أمرك دسني بالأقدام...
واستبحْ دمي واقطع ما كان من أوصال.....واكتب وصيتي قبل إصدار الأحكام...
وإن شهدتَ لي بصدقي...فعرّف عن اسمي كنهاية ...ومختصر للكلام...
وإن فهمتَ رسالتي يا ترجمانَ الزمان...فحررني يا سيدي من هذا الرَغَام...
فأنا واللهِ ما ذقتُ طعم الهوى إلا معك...وسيبقى قصر خافقي لك مهما زادني السُهَام...
فقضيتي يا عاشقين ليست لأي إنسان.... وسيبقى الحبُ في زماني سيدَ الأحكام....
فدع عنكَ لومي وارحل يا فلان....واتركني لأقدارٍ علّها تخفف ما بي من ألآم...
واذكر حسن مفاتني وطيبَ أخلاقي...وخفق قلبي الذي أسمعك ارق أنغام...
واذكرني بكل حرفٍ مهما أبعدنا الزمان....ومهما طالت أعمارنا وزادنا الإهرام...
واذكر ليلةً بكى فيها القمر....حينما أرخى الليل سجوفهُ وغطاهُ الغَمام....
وخذ مني النصيحة كما هي....إياك وعشقُ اثنتين مهما ضاقت بك الأيام...
فهواهما نار وحيرة...إجحاف وغيرة...وجمعهما هو ما كان صعب المرام...
فلومي ليس لك...ولكن!!...لحبٍ شدَّ وثاقنا بشغفٍ وبلحظةٍ أرخى لنا الزِمام...
فأنا واللهِ أحببتكَ بصدقٍ...وأذيعها على الملأ وأقرّها ببصمةِ الإبهام....
فلا تحرق سطوري...ولا تبكي الزمان...فأنا راحلةٌ ولك مني كل حب واحترام....