حرف (ب)
بائع الأحلام
تسألوني الحلم أفلس بائع الأحلام
ماذا أبيع لكم !
وصوتي ضاع وأختنق الكلام
ما زلت أصرخ في الشوارع
أوهم الأموات أني لم أمت كالناس ..
لم أصبح وراء الصمت شيئاً من حطام
مازلت كالمجنون
أحمل بعض أحلامي وأمضي في الزحام
***
لا تسألوني الحُلم
أفلس بائع الأحلام ..
فالأرض خاوية ..
وكل حدائق الأحلام يأكلها البَوَار
ماذا أبيع لكم .. ؟
وكل سنابل الأحلام في عيني دمار
ماذا أبيع لكم ؟
وأيامي انتظار ........ في انتظار
بالرغم منّا .. قد نضيع
قد قال لي يوماً أبي
إن جئت يا ولدي المدينة كالغريب
وغدوت تلعق من ثراها البؤس
في الليل الكئيب
قد تشتهي فيها الصديق أو الحبيب
إن صرت يا ولدي غريباً في الزحام
أو صارت الدنيا امتهاناً .. في امتهان
أو جئت تطلب عزة الإنسان في دنيا الهوان
إن ضاقت الدنيا عليك
فخذ همومك في يديك
واذهب إلى قبر الحسين
وهناك صلي ركعتين
(2)
كانت حياتي مثل كل العاشقين
والعمر أشواق يداعبها الحنين
كانت هموم أبي تذوب .. بركعتين
كل الذي يبغيه في الدنيا صلاة في الحسين
أو دعوة لله أن يرضى عليه
لكي يرى .. جد الحسين
قد كنت مثل أبي أصلي في المساء
وأظلُ أقرأ في كتاب الله ألتمس الرجاء
أو أقرأ الكتب القديمة
أشواق ليلى أو رياضَ .. أبي العلاء
(3)
وأتيتُ يوماً للمدينة كالغريب
ورنينُ صوت أبي يهز مسامعي
وسط الضباب وفي الزحامِ
يهزني في مضجعي
ومدينتي الحيرى ضبابٌ في ضباب
أحشاؤها حُبلى بطفلٍ
غير معروف الهوية
أحزانها كرمادِ أنثى
ربما كانت ضحية
أنفاسُها كالقيدِ يعصف بالسجين
طرقاتُها .. سوداء كالليل الحزين
أشجارها صفراء والدم في شوارعها .. يسيل
كم من دماء الناس
ينـزف دون جرح .. أو طبيب
لا شيء فيك مدينتي غير الزحام
أحياؤنا .. سكنوا المقابر
قبلَ أن يأتي الرحيل
هربوا إلى الموتى أرادوا الصمت .. في دنيا الكلام
ما أثقل الدنيا ...
وكل الناس تحيا .. بالكلام
(4)
وهناك في درب المدينةِ ضاع مني .. كل شيء
أضواؤها .. الصفراء كالشبح .. المخيف
جثث من الأحياء نامت فوق أشلاء .. الرصيف
ماتوا يريدون الرغيف
شيخٌ ( عجوز ) يختفي خلف الضباب
ويدغدغ المسكينُ شيئاً .. من كلام
قد كان لي مجدٌ وأيامٌ .. عظام
قد كان لي عقل يفجر
في صخور الأرض أنهار الضياء
لم يبق في الدنيا حياء
قد قلتُ ما عندي فقالوا أنني
المجنونُ .. بين العقلاء
قالوا بأني قد عصيتُ الأنبياء
(5)
دربُ المدينة صارخُ الألوانِ
فهنا يمين .. أو يسارٌ قاني
والكل يجلس فوق جسمِ جريمةٍ
هي نزعة الأخلاقِ .. في الإنسانِ
أبتاه .. أيامي هنا تمضي
مع الحزن العميق
وأعيشُ وحدي ..
قد فقدتُ القلبَ والنبضَ .. الرقيق
دربُ المدينة يا أبي دربٌ عتيق
تتربع الأحزانُ في أرجائه
ويموت فيه الحب .. والأمل الغريق
(6)
ماذا ستفعل يا أبي
إن جئتَ يوماً دربنا
أترى ستحيا مثلنا ؟؟
ستموت يا أبتاه حزناً .. بيننا
وستسمع الأصواتَ تصرخُ .. يا أبي : يا ليتنا ..يا ليتنا .. يا
ليتنا
وغدوتُ بين الدربِ ألتمسُ الهروب
أين المفر؟
والعمرُ يسرع للغروب
(7)
أبتاهُ .. لا تحزن
فقد مضت السنين
ولم أصلِّ .. في الحسين
لو كنتَ يا أبتاهُ مثلي
لعرفتَ كيف يضيع منا كلُ شيء
بالرغم منا .. قد نضيع
بالرغم منا .. قد نضيع
من يمنح الغرباءَ دفئاً في الصقيع؟
من يجعل الغصنَ العقيمَ
يجيء يوماً .. بالربيع ؟
من ينقذ الإنسان من هذا .. القطيع ؟
(
أبتاهُ
بالأمس عدتُ إلى الحسين
صليتُ فيه الركعتين
بقيت همومي مثلما كانت
صارت همومي في المدينةِ
لا تذوب بركعتين
بقايا..
الخبز.. والأطفال والضيف الثقيل..
وظلام أيام يموت ضياؤها بين النخيل..
وجوانب الطرقات ينزف جرحها
وتسيل فوق ضلوعها سحب الدماء
والجائعون على الطريق يصارعون الموت في زمن الشقاء
فالحب مات على الطريق
كما يموت.. الأشقياء
وعلى رغيف الخبز مات الحب.. وانتحر الوفاء
فالناس تبحث عن بقايا حجرة
عن ضوء صبح.. عن دواء
عن بسمة تاهت مع الأحزان و الشكوى
كأحلام المساء
آه من الدمع الذي ما عاد يمنعه.. نداء الكبرياء
ما زلت أبكي في مدينتنا وذبت من البكاء
لكنني ما زلت أنتظر الضياء
* * *
الناس صاروا في مدينتنا يبيعون الهوى..
مثل الجرائد.. و البخور
فالحب في أيامنا
أن يقتل الإنسان في الأرض الزهور
كم من زهور قد قتلناها
لتمنحنا بقايا.. من عطور
الحب أصبح لحظة
نغتال فيها روعة الإحساس فينا و الشعور..
* * *
الحب صار مقيدا بين السلاسل والحفر
قد صار مثل الناس يدميها
رغيف العيش.. أو هم العمر
وغدت قلوب الناس شيئا.. كالحجر..
الليل فيها راسخ الأقدام فانتحر القمر..
بقايا امرأة
وقفت تحدق في الطريق
وخلف عينيها جراح اليأس
تعصف بالبريق..
وعبيرها يتوسد النسمات
محمولا كأشلاء الغريق
والشمس تترك للضياع ثيابها
ويغوص منها السحر في بحر سحيق
وعلى جدائل شعرها
جلس العذاب وراح في نوم عميق
ماتت على فمها ابتسامة عاشق
فغدت بقايا من رحيق
* * *
ودنوت منها في أسى وسـألتها:
لم يا حبيبة كل أيامي وقفت على الطريق؟
ضحكت وقالت: كنت يوما..!!
هل تراك الآن تسخر
بعدما انتحر البريق؟
الآن صرت إلى الطريق
أقضي الصباح صديقة
يأتي المساء.. مع الرفيق
ما أتعس الدنيا إذا صرنا مع الأيام
شيئا في طريق
بقايا أمنية
مازال في قلبي بقايا .. أمنية
أن نلتقي يوماً ويجمعنا .. الربيع
أن تنتهي أحزاننا
أن تجمع الأقدار يوماً شملنا
فأنا ببعدك أختنق
لم يبقى في عمري سوى
أشباح ذكرى تحترق
أيامي الحائرة تذوب مع الليالي المسرعة
وتضيع أحلامي على درب السنين الضائعة
بالرغم من هذا أحبك مثلما كنا .. وأكثر
مازال في قلبي.... بقايا أمنية
أن يجمع الأحباب درب
تاه منا .. من سنين
القلب يا دنياي كم يشقى
وكم يشقى الحنين
يا دربنا الخالي لعلك تذكر أشواقنا
في ضوء القمر
قد جفت الأزهار فيك
وتبعثرت فوق أكف القدر ..
عصفورنا الحيران مات .. من السهر
قد ضاق بالأحزان بعدك .. فانتحر
بالرغم من هذا
أحبك مثلما كنا .. وأكثر
في كل يوم تكبر الأشواق في أعماقنا..
في كل يوم ننسج الأحلام من أحزاننا..
يوماَ ستجمعنا الليالي مثلما كنا ..
فأعود أنشد للهوى ألحاني
وعلى جبينك تنتهي أحزاني..
ونعود نذكر أمسيات ماضية
وأقول في عينيك أعذب أغنية
قطع الزمان رنينها فتوقفت
وغدت بقايا أمنية
أواه يا قلبي ..
بقايا أمنية
بقايا.. بقايا
لماذا أراك على كل شيء بقايا.. بقايا؟
إذا جاءني الليل ألقاك طيفا..
وينساب عطرك بين الحنايا؟
لماذا أراك على كل وجه
فأجري إليك.. وتأبى خطايا؟
وكم كنت أهرب كي لا أراك
فألقاك نبضا سرى في دمايا
فكيف النجوم هوت في التراب
وكيف العبير غدا.. كالشظايا؟
عيونك كانت لعمري صلاة..
فكيف الصلاة غدت.. كالخطايا..
* * *
لماذا أراك وملء عيوني
دموع الوداع؟
لماذا أراك وقد صرت شيئا
بعيدا.. بعيدا..
توارى.. وضاع؟
تطوفين في العمر مثل الشعاع
أحسك نبضا
وألقاك دفئا
وأشعر بعدك.. أني الضياع
* * *
إذا ما بكيت أراك ابتسامه
وإن ضاق دربي أراك السلامة
وإن لاح في الأفق ليل طويل
تضيء عيونك.. غلف الغمامة
* * *
كأنك في الأرض كل البشر
كأنك درب بغير انتهاء
وأني خلقت لهذا السفر..
إذا كنت أهرب منك.. إليك
فقولي بربك.. أين المفر؟!
بين العمر.. والأماني
إذا دارت بنا الدنيا و خانتنا أمانينا
وأحرقنا قصائدنا وأسكتنا أغانينا
ولم نعرف لنا بيتا من الأحزان يؤوينا
وصار العمر أشلاء ودمر كل ما فينا
وصار عبيرنا كأسا محطمة بأيدينا
سيبقى الحب واحتنا إذا ضاقت ليالينا
* * *
إذا دارت بنا الدنيا ولاح الصيف خفاقا
وعاد الشعر عصفورا إلى دنياي مشتاقا
وقال بأننا ذبنا.. مع الأيام أشواقا
وأن هواك في قلبي يضيء العمر إشراقا
سيبقى حبنا أبدا برغم البعد.. عملاقا
* * *
وإن دارت بنا الدنيا وأعيتنا مآسيها
وصرنا كالمنى قصصا مع العشاق ترويها
وعشنا نشتهي أملا فنسمعها.. و نرضيها
فلم تسمع.. ولم ترحم وزادت في تجافيها
ولم نعرف لنا وطنا وضاع زماننا.. فيها
وأجدب غصن أيكتنا وعاد اليأس يسقيها
عشقنا عطرها نغما فكيف يموت.. شاديها؟
* * *
و إن دارت بنا الدنيا وخانتنا.. أمانينا
وجاء الموت في صمت وكالأنقاض.. يلقينا
وفي غضب سيسألنا على أخطاء ماضينا
فقولي: ذنبنا أنا جعلنا حبنا.. دينا
سأبحث عنك في زهر ترعرع في مآقينا
وأسأل عنك في غصن سيكبر بين أيدينا
وثغرك سوف يذكرني.. إذا تاهت أغانينا
وعطرك سوف يبعثنا ويحيي عمرنا.. فينا
بين حبك ونيران العدو
ان الكاتب الذى يهرب من مسئوليه الكتابه فيكى هو كاتب لا ترى
كاتباته النور وهو يذكرنى ايضا بلصمت العربى
ان ذلك القلم الجرى الذى تجرء بلتائمل فى عينيكى هو كمن يتكلم
عن حقيقه لا تريدها كيانا صهيونيا ويقابله تاكيدا امريكا ان
نهايته هى المحاكمه بتهمه معاده الساميه
ان الاداه الموسيقيه التى لاتعزف ولا تغرم بكلاسيكاتك الشديده
الخصوبه هى فى الواقع
اداه يمتلكهاشخصا تحمل هويته نجمه شيطاينه تعودت اداته الرقص على
دماء عربيه
ان ذلك القلم الجرى الذى تائمل عينيكى هو كمن يتكلم
عن حقيقه لا تريدها كيانا صهيونيا ويقابله تاكيدا امريكا ان
نهايته هى المحاكمه بتهمه معاده للساميه
ان الكاتب الذى لم ترسم كتاباته لوحه لكى هو ذلك الكاتب الذى
تكلم عن الديمقراطيه الامريكيه واهدافها السلميه بلشرق الاوسط
ان البحث عن عنوانا لخاطرتى التى اكتبها من اجلك هو الغمس فى
فكرا طويلاا لاجدوى منه او كلبحث عن ابتسامه اثناء القذف على بنت
جبيل او مارون الراس او كل الجنوب اللبنانى باكمله
ان من يقول ان عينيكى جميله فقط هو كمن يتكلم عن الامطار وفكره
سقوطها صيفيا او مسوده تقول ان التاريخ الامريكى برىء من دماء كل
البشر وان الاغراض كانت سلميه مائه بلمائه
ان عدم رؤيه عينى لعينيكى يوما هو يوما جديدا فى سنوات الالم
العربيه والاسلاميه
الاقتناع بفكره انى فرغا حسيا نحوك كمثل اقتناعى بتصور امريكى
فرنسى لصالح دوله لبنانيه عربيه
ان فكره الانتهاء عن حبك كفكره ان تسعى يوما اسرائيل الى سلاما
فعليا او ان ارى دبابه او مركبه او طائره ترتسم عليها تلك النجمه
الشيطانيه او كانت صناعه امريكيه تناصر يوما رائيا عادلا او حقا
مبينا
مع كل تلك الجرافات المعدايه وفى ظل اقتلاع الثمر من منبته عمدا
واختلاط صوت استغاثه طفل بمحرك دبابه ترشقه ووسط كل برك الدماء
وسقوط القوانين المتعارف عليها وفى اوخر عهود الانسان الى حياه
القصف والقمع والتطهير العرقى تحت ادعاء يسانده العرب انفسهم؟؟؟
احبك برغم كل القذف