سألتني كيف تصفي نفسك؟
أنا بيت مهجور للجراح........ لا يقترب منه أحد .......
داخله يسكن الكثير من الأشباح ........التي أحيانا - بل قل غالبا - تسيء التصرف مع من يقترب .........
جراحي تملأني........من شعر رأسي حتى أصابع قدمي......
أنزف داخلي ..... أنزف وحدي .......... هنا في غربتي......... لا أحد يشعر بي.........
آلامي ملت مني ....... وأحزاني تعفنت في صدري ........ لم أعد كالبشر أحس , أبكي....... حتى دموعي هجرتني .........
وحيده ........ بلا أصدقاء ....... بلا أحباب ........ لا أملك حتى مشاعر البشر العاديين ........
أضحك أحيانا بهوس كالمجانين ....... يتألمون ويضحكون ........
الأحلام ممنوعة هنا ....... لذلك لا احلم أنا .......
لا أجرؤ حتى أن اتخيل غدا افضل ...... ولا أعرف كيف يكون الحب؟ كيف يعشق البشر؟ كيف يشتاقون؟ اصبحت لا اعرف حتى كيف يتألمون ......
لا أعرف كيف يبدو الحنان ؟ كيف يكون الشعور بالأمان ؟ بل حتى لا أعرف كيف يعيش البشر بلا أحزان ......
أنا جسد بلا روح ...... شخص بلا إحساس ...... شيء بلا عنوان ..... أحيانا اقتنع أني آله تتنفس ولست إنسان ......
ربما علي أن أعشق جراحي ...... أنا في الواقع بدأت افعل ذلك ....... لأنها الوحيده التي لم تهجرني .....
بدأت أنسج من أحزاني أصدقاء في خيالي .......
بدأت أحاول أن أعيش حياتي .........
أخيرا بدأت أتخيل واقعا أجمل ........
استطعت أخيرا أن أتخيل أني خرجت من سجن غربتي ...... كسرت حاجز صمتي ...... وعشت في عالم آخر غير عالمي .......
أعرف أنه لن يتحقق خيالي ..... لكني على الأقل بدأت أتخيل ...... وهذا انتصار - في رأيي - لإنسانيتي