: البيض بينقل أنفلونزا الخنازير، هايبيعوا لحمة الخنازير المذبوحة لمصانع اللانشون والهامبورجر، لا يا راجل: دول بيقولوا أن البسكويت والشيكولاتة اللي الأطفال بتاكلها هي اللي بتنقل المرض، طيب شوف بقى دي: الحكومة هاتوزع كمامات واقية خوفا من انتشار الطاعون.. لا تنزعج عزيزنا القارئ فهذه ليست أخبار مؤكدة وإنما عينة من الشائعات التي باتت تنطلق بمعدل شائعة كل ساعة حول طاعون أنفلونزا الخنازير.
حيث تسود حالة من الفزع بين ملايين المصريين، فيما رفعت أجهزة الدولة حالة الطوارئ لأقصى درجة بسبب طوفان الأحداث المتلاحقة حول طاعون العصر المسمى بأنفلونزا الخنازير، ولعل ما يزيد الطين بلة اختلاط الأمور ببعضها بداية من أنفلونزا الطيور والخنازير وعدم توحيد جهة إبداء الرأي والتصريحات الإعلامية بالصورة التي وصلت إلى أن كل من يستطيع الوصول إلى ميكروفون يمكنه قول كل ما يحلو له.
شبكة الإعلام العربية "محيط" تنقلت بين عدة مجتمعات بدأتها من وزارة الصحة ـ صاحبة المولد ـ واستمعت إلى رجل الشارع العادي وتعرض ما قاله الطرفان بالسطور الآتية:
في شارع قصر العيني الشهير تقع وزارة الصحة بمبناها الشامخ العريق الذي يعيدك بالذاكرة إلى القرن العشرين، وقد تحولت غرفها إلى خلية نحل أطباء يسابقون الوقت، وإعلاميون يطاردون المسئولين لطرح تساؤلاتهم، وبين هذا وذاك تاهت الحقيقة وبات الصوت الذي يمكن تصديقه غائبا، فما بين نفي رسمي مصري لوجود أي حالة إصابة وبين تسريبات من بين السطور وحالة استنفار على هذا النحو، تجنح التوقعات إلى أن هناك شيء ما يجري تحت السطح.
أحد المسئولين بوزارة الصحة ـ فضل عدم نشر اسمه ـ أكد لمحيط أنه طالما أرسلت منظمة الصحة العالمية "الصندوق الأسود" لفيروس أنفلونزا الخنازير لإجراء الأبحاث عليه ومعرفة أطواره، فهذا يؤكد أنه مرشح أكثر للتوطن في مصر ـ كما حدث مع أنفلونزا الطيور ـ وهذا يؤكد أن الموضوع جد خطير.
مسئول آخر أكد عدم ظهور حالات إصابة فعلية في مصر حتى الآن، لكن هذا لا يعني أن الوضع مطمئن بدرجة كبيرة، فالمعلوم أن المرض حين ينتشر فانه يتخذ شكلا وبائيا وكل الخوف من تحور الفيروس وانتقاله من الخنازير إلى الإنسان، أما بخصوص الشائعات التي تنطلق في هذه الأثناء، أكد المسئول أن هذا الأمر طبيعيا في أوقات الأزمات.
أما رجل الشارع العادي فكان له رأي آخر: حيث قال احمد تيمور ـ مدرس بمحافظة الجيزة ـ أن حمى الشائعات هذه تترك أثرا خطيرا في نفوس البشر ربما أخطر من ظهور حالات إصابة، لأنها ببساطة تقود الناس لسلوكيات خاطئة لذلك يطالب بتخصيص قناة تليفزيونية أو حتى تحديد برنامج زمني يذاع كل 4 ساعات حول ما يجب أن يعرفه المواطنون عن الفيروس وللرد على استفساراتهم.
أما إيمان محمود ـ صيدلانية ـ فتؤكد انتشار حالة وسواس رهيبة بين المرضى، فإذا أصيب أحد بارتفاع درجة الحرارة وحالة إرهاق حادة فأول ما يتبادر إلى ذهنه أنه ربما أصيب بالمرض ويظل يختلق سيناريوهات لاحتمال انتقال العدوى له من خلال محل بيع الدواجن الحية الذي يقع بجوار منزله، ويتوجه فورا للصيدلية ويرهق أصحاب الصيدلية بالاستفسارات ويتساءل عن وجود أمصال للوقاية من عدمه، وهذا كله يحمل مؤشرات خطيرة يجب أن تلتفت لها أجهزة الدولة.
أما الدكتور حاتم الجبلي وزير الصحة فكان له رأي في هذا الموضوع، حيث أكد أنه لا توجد أى حالة إصابة بأنفلونزا الخنازير فى مصر حتى الآن، مؤكدا أن الدولة والحكومة ملتزمة بالاعلان فورا عن ظهور أية حالة إصابة.
وقال الجبلى فى تصريحات لوسائل الإعلام: "لا توجد أية حالة مصابة فى مصر، لكن هناك احتمال لوجود حالات إصابة، لكن الدولة لن تخفى أية معلومة نظرا لأن المصلحة العامة تقتضى إعلام الرأى العام، ولن تنجح جهود الدولة فى مكافحة المرض دون علم المواطنين بمدى انتشاره."
ونفى وزير الصحة أن تكون منظمة الصحة العالمية قد صنفت مصر فى المرحلة الخامسة من ظهور المرض، موضحا أن منظمة الصحة صنفت العالم كله فى المرحلة الخامسة وليس مصر فحسب.
وأشار إلى أن مصر اتخذت خطوات ملموسة منذ الاعلان عن ظهور المرض فى المكسيك وتتضمن هذه الخطة وسائل المكافحة فى حالة ظهور حالات فى مصر وطريقة العلاج والتعامل مع الحالات، لافتا إلى أنه تم عرض هذه الخطة على الرئيس حسنى مبارك.
وقال وزير الصحة الدكتور حاتم الجبلى إن جهود الحكومة فى مكافحة مرض انفلونزا الطيور ساعدت على تحضير كافة وسائل مكافحة انفلونزا الخنازير، مشيرا إلى أن وزارة الصحة قامت بالتعاون مع القوات المسلحة على انتاج نوعا معين من الاقنعة لاستخدامها للعاملين فى المجال الصحى أو العاملين فى المناطق التى يوجد بها مخاطر كبيرة.
وأضاف "إذا ظهرت حالة غدا مثلا فلا يجب أن يحدث هلع فى المجتمع, بل يجب أن تتصرف الناس بموضوعية، فالولايات المتحدة التى ظهر فيها المرض أغلقت المدارس فى ولايات وتركت ولايات أخرى, وفى سويسرا لم تغلق مدارسها وكذلك الحال فى فرنسا وبريطانيا".
وأكد الجبلى أن مصر لديها من الإمكانيات الطبية ما يؤهلها لمواجهة الفيروس، وقال "فى حالة حدوث الوباء سيتم بناء الخطة على عدد الأشخاص المصابين، من حيث قدرة المستشفيات على استيعابهم"، مؤكدا أن العلاج فى المنزل أفضل من العلاج فى المستشفى لتجنب العدوى.
وأضاف أنه فى حالة ظهور أعراض المرض على شخص ما يجب عليه إبلاغ المستشفى التى تأخذ منه عينة وبعد تحليلها إذا ظهرت إيجابية تقوم الوزارة بعمل مسح للمنطقة بأكملها.
ولفت إلى أن من يعانى من مرض الأنفلونزا ولا يشعر بتحسن يجب عليه إبلاغ أقرب مستشفى له، مضيفا أن الوزارة مستعدة لأية احتمالات لمواجهة المرض.
وأوضح وزير الصحة أنه إذا ظهرت أعراض المرض بشكل كبير، فإن لدى الوزارة خطة لتحويل المدارس لمستشفيات أو بناء كرافانات فى الشارع مثلما حدث فى المكسيك للكشف على الناس لمنع التكدس فى المستشفيات والتواجد فى مكان مفتوح إلى جانب تأمين أرصدة الأدوية والأقنعة.
وحول زيارته لمستشفى الصحة النفسية بمطار القاهرة فى وقت سابق الاحد، قال وزير الصحة الدكتور حاتم الجبلى إنها كانت بهدف تحويل المستشفى إلى حجر صحى إذا قررت منظمة الصحة العالمية منع دخول مواطنين من دولة معينة وضرورة خضوعهم للحجر الصحى، مشيرا إلى أنه سيتم ذلك فى مطار القاهرة، فضلا عن استئجار فنادق فى شرم الشيخ والغردقة وأسوان والأقصر لتحويلها إلى العزل للحجر الصحى.
وردا على سؤال حول الإجراءات المتخذة بعد ظهور حالات إصابة بالمرض فى إسرائيل، قال وزير الصحة "انتدبنا مجموعة كبيرة فى الفترة الأخيرة لكل المنافذ بما فيها المنافذ الشرقية".
وعن الأماكن الأكثر احتمالا لظهور المرض فى مصر، قال الجبلى "المدن الكبيرة هي الأكثر احتمالا لظهور المرض نظرا للكثافة السكانية العالية فيها مقارنة بالريف".
وحث وزير الصحة المواطنين على الاهتمام بالتهوية الجيدة لمنازلهم وأماكن عملهم وتفادى أماكن التجمعات مثل المقاهي ودور السينما, كما نصح بإقامة الصلاة سواء فى المساجد أو الكنائس فى أماكن مفتوحة.
وأوضح أن موجة هذه النوعية من الأمراض تستغرق ما بين 8 إلى 12 أسبوعا، إلا أنه أشار إلى أن مديرة منظمة الصحة العالمية أبلغته بأنه لا يمكن تقييم الموقف بشكل دقيق قبل أسبوعين من الآن, متوقعا ألا يتم تقييم الموقف بشكل نهائى قبل نهاية مايو الحالى أو الأسبوع الأول من يونيو المقبل.